نبدا على بركة الله بشرح بعض دروس الادب الخاصة بالسنة الثانية ثانوي لكل الشعب
أثر التناقضات
اكتشاف معطيات النص:
استهل الشاعر أبياته بذم مجموعة من الناس استطاعوا في زمن وجيز الوصول إلى أعلى المراتب وما هؤلاء إلا اللئام من المجتمع. في حين بقي جلة الناس وهم الإشراف في أماكنهم كالجبال الراسيات لا تتزعزع من أماكنها .
وقد شبه اللئام بجيف طافت على اللجة بعد أن رفضها عمق البحر وأغواره.
كان الشاعر متذمرا من مجتمعه مستاء منه اشد الاستياء . وقد بدا ذلك واضحا في البيت الخامس حيث شبه الناس بتجار مثل البهائم فقدوا الاباءة وعزة النفس فلا يوجد بينهم من يدافع عن حريم أو يقوم بإصدار كتاب . أناس لا يقبلون عبيدا فإذا بهم أسياد.
دعا الشاعر على الزمان المذموم : قاتل الله دهرنا : لأنه كان كارها له حاقدا عليه فالزمان لم ينصفه بل ولاه ظهره وكشر في وجهه فلم يعرف له ابتسامة آو صفاء.
انقلبت الموازين فإذا بالثروة في يد من لا يستحقها ولا يعرف قيمتها ( فقد غمرت الثروة ذوي العقول الحراب) فراحوا يعبثون بها في بحور المجون والفساد.
مناقشة المعطيات :
وظف الشاعر تشبيها في البيت 2 :
ورسا الراجحون من جلة الناس رسو الجبال ذات الهضبات
المشبه : رسو الراجحين من جلة الناس المشبه به : رسو الجبال ذات الهضبات الأداة محذوفة ووجه الشبه محذوف منتزع من متعدد فالتشبيه إذن تمثيلي
طفوا : توحي بخفة الوزن ورفض الماء للجسم الغريب واللفظة وظفت لذم اللئام وأصحاب العقول الصغيرة القاصرة
نوع الأسلوب في البيتين :التاسع لهف نفسي: نداء غير حقيقي غرضه إبداء الحسرة والألم
الثاني عشر : قاتل الله آمر في قالب الماضي غرضه الدعاء على الشيء المذموم
نمط النص : النص وصفي خصائصه: الاكثار من النعوت مثل : الدنيا الدنيئة - سيوف غضاب - لا يرضون عبيدا ( حال)
استعمال التشبيه والمماثلة في الأبيات 2 و4-5-7
استخدام الفعل الماضي للوصف : طار- لحقوا- رسا- أضحت- فازوا
الاتساق والانسجام:
تناول الشاعر في أبياته هجاء مجتمعه واصفا مثالبه . وفي هذا كان الشاعر مجددا حيث كان الهجاء الشائع في العصر السابق هو هجاء الأشخاص فابن الرومي يبدو مطورا لفن الهجاء في أبياته هذه "
روابط البيات 6و 7
حروف الجر : في : تفيد الوعاء والاشتمال - عن : تفيد المجاوزة والبعد - الباء : تفيد هنا الحال والظرف - من : لتبعيض أي بعض الناس وليس كلهم
الضمائر المتصلة : هم والواو : فيهم - يرضون
الضمائر المنفصلة: هم
حروف العطف: الواو للجمع واو الحال للربط بين الجملة الحالية وصاحبها
هذه الضمائر المختلفة لعبت دورا فعالا في عملية الاتساق وانسجام المعاني
ربط البيت التاسع بالعاشر بحرف الجر من التي تفيد الإيضاح والتخصيص
ففي البيت 9 تعميم : على مناكير للنكر - ذوي سيوف
ثم جاء التوضيح في البيت 10 من كلاب فالعلاقة علاقة توضيح وتخصيص
إجمال القول :
يعكس النص نفسية الشاعر وشخصيته.
- ساخط على مجتمعه.
- حاقد على من يحيط كبه خاصة على الشعراء والكتاب الذين لقوا حظوة في مجالس الخلفاء وأتباعهم .
- شديد اللهجة في هجائه عنيف في ألفاظه : جيف - انتنت - البهائم - لايرتضون عبيدا - كلاب .
- أسلوبه لا يخلوا من التجريح
- متشائم النظرة - عزوف عن متع الحياة - ميال إلى الوحدة والعزلة.
مظاهر البيئة من خلال الآبيات:
-بيئة ظالمة ترفع اللئام وتولي ظهرها للشرفاء أصحاب المبادئ العالية والعقول الراجحة.
- بيئة كثر فيها الغدر وانقلبت الموازين فامتلك أصحاب العقول الخربة الثروة وتهمش فيها أصحاب الحق.
- بيئة حاسة حاقدة على ذوي العلم والعقل.