الطبيبان / قصة حقيقية الارواء

الحكاية

خرج أبو محمود الى دكانه البسيط في أحدى مناطق بغداد الفقيرة والتي تعج بالكثافة السكانية ولكن أبو محمود منذ خمس سنوات وهو مرفوع الرأس وكيف لا

وأبنه الكبير محمود الان في المرحلة الخامسة من كلية الطب والاخر محمد في المرحلة الثالثة من نفس الكلية فمحله البسيط هذا أستطاع أن يحقق له كل ما

يحتاجه الولدان وليس هذا فقط فحتى البنات فيهن المهندسة والمدرسة والمعلمة فكيف لا يفتخر أبو محمود اذا فبالتأكيد هو الن كل الناس تحسده والكل يسأل اكيد أنه رجل مبروك أجمل ما كان يخرج من لسان أبو محمود قوله الجميل ذهب الطبيبان جاء الطبيبان سأخذ رأي الطبيبان حينما يمرض يقول لن أذهب الى أي طبيب فلدي في البيت طبيبان محمود ومحمد ما أحب ذكره ان محمود ومحمد كانا في نفس الكلية وفي نفس الجامعة أقصد انها في نفس بناية كلية الطب

لذا كان يخرجان سوية ويعودان سوية وكانت علاقتهما صداقة اكثر منها أخوة وهم تعودا قبل الخروج ان يقبلا يدا والدهما ثم صورة والدتها المتوفية قبل

7 سنوات ولم تستطيع اللحاق لتشارك أبو محمود فرحته وأن كان يقول دائما ويقسم أنها شاركته الفرحة في طيفه دوما

في صباح يوم من أيام عام 2008 خرج الأخوان كعادتهما الى جامعتهما ولكن والدهما قال لهما ولدي قلبي اليوم مقبوض لا أعرف لماذا الولدان قالا ليتنا نستطيع البقاء معك ولكن تعرف انها فترة الأمتحانات قرأ لهما الوالد بعض الأيات للحفظ وسلم عليهما ولأول مرة منذ سنوات وهو يسلم عليهما دمعت عيناه لا يعرف لماذا خرج الولدان ولم يفتح الوالد محله الصغير اقترب موعد صلاة الظهر نهض وهو يرتجف صلى وهو ينظر الى الساعة قال انها الواحدة موعد مجيئهما الثالثة بقيت ساعتان بل حسبها بالدقائق 120 دقيقة 100 دقيقة بقيت ساعة هناك سمع دوي انفجار قال اللهم انت الحافظ صحيح انه ليس موعد

عودة أولاده لكنه حزن لان أكيد في الانفجار ذهب ضحايا وليس كون أولاده ليس معهم لا يتألم فالأكيد هناك عراقيين ذهبوا ضحية الأنفجار

أصبحت الثالثة بدأ قلبه يدق صرخ على أحد أبنتيه اتصلي باخوتك تاخروا قالت له نعم محمول الأول مقفول محمول الثاني مقفول

اغمى عليه لم ينهض الأ في المستشفى قال قولوا لي هل ظهر الولدان قال له أحد جيرته استشهدا أبو محمود مع 9 اخرون في انفجار الحافلة التي كانت تقلهما

أبتسم وقال ماتا الطبيبان قال له الرجل نعم أبو محمود ماتا الطبيبان

نهض وقال أنا لله وأنا اليه راجعون وكانت هذه اخر جملة نطق بها الرجل فهو منذ قرابة السنتين لم ينطق بأي كلمة

الا سحقا للأرهاب